الثلاثاء، 19 أبريل 2011

قشــــرة من دم !



















وأنا أتدرب في الصباح كعادتي على جهاز الركض الذي وضعنا في ساحة البيت في الهواء الطلق
لعلي أكسر حاجز الملل بسبب وضعي الراهن دون دراسة أو عمل
كنت أتمرن حتى أجهد نفسي فأنزل منها مهرولة وأنا ابتلع أنفاسي المتقطعة
فجأة اسمع طيراً من الحمام يتحشرج فوق رأسي وكأنها فعلتها فوقي !!
لو لم أنهض مسرعه من شدة تعبي لأخذت حمام ٍ ساخناً في صباح جميل من قذارة ذاك الحمام
تخيلت لو حصل ذالك بالفعل وازداد اشمئزازي منها
لكن في نفس الوقت استغربت تصرفها هذا ..وكأني أعاتبها على فعلتها الوقحة !
دققت النظر إلى الجهاز وهو متسخ من فضلاتها جلست أتأمله ولا اعلم ما الذي دفعني أتأمل قذارتها !
وأدهشني المنظر أكثر أنني اكتشفت بقايا دم !!.... من أين أتى هذا الدم ؟
دققت النظر أكثر فيما سقط منها مما زاد دهشتي أنني وجدت بقايا قشر بيض بينها !
يآآآه...!!
لم تكن تضع فضلاتها إنما كانت تضع بيضاً..!
لقد وضعته وهي تطير حتى فقدته !!

أتذكر كيف أفزعتني عندما سقط منها هذا الشيء الذي بالبداية اعتقدت أنها فضلاتها ..!
عندما ارتطمت بنافذة البيت ومن قوة الصدمة أصبحت تترنح وكأنها سكرانه ليقع منها بعض الريش
مما دعاني للضحك على منظرها واستهزئ بها هل كانت ضربة شمس افقدتها صوابها
جلست أتلمس قشر البيض بدهشةٍ ومستغربةٍ ومشفقةٍ عليه

لماذا تخلت عنك بهذه الطريقة اللئيمة ؟
ما الذي دفعها أن تتخلى عنك ؟

رغم أن الحيوانات تتصف بالنبل على صغارها وأحياناً نحن البشر نشبه صفاتنا النبيلة بهم
فما الذي جعلها ترتكب هذه الجريمة وتقتل فلذة كبدها
بدل أن تضعه في عش حنانها وتحتضنه حتى يكبر ويقفز للحياة ..قتلته ! 
:
.
,
تذكرت جارنا الذي يفصل بيننا وبينه شارع ..لديه قفصاً كبيراً من الحمام ودائماً كل صباح أو في مساء العصرية
يمرنها على الطيران فوق السماء تحلق أمام سقف البيت بتشكلٍ جميل
وكأنها طائرات الاستعراض تستعرض قواتها بشكل منظم ومرتب وبسرعة فائقة وجنونية
تمتعنا وهي تنطلق بكل حرية بعدما كانت حبيسة طوال الليل في ذاك القفص الكبير
الذي تطل ملامح هذا السجن من سقف بيتهِ
استدرجني فضولي من جديد :
هل كــــــــانت من حمامات ذاك الجــــار ؟
هل الأم تخلت عن طفلها لأنها لم تجد لها مأوى هناك ؟
أم خافت أن يتعذب طفلها مثلما تتعذب هي ..!
منذ أن سكن هذا الجار بجوارنا والحمامات التي كنت أراها تعشش في نوافذ بيتنا
اختفت ولم أعد أراها ولا حتى عدت اسمع صوت هديلها كالعادة في كل صباح
هل سرقها مني وأغرها بذاك السجن ليدربها كل يوم ويمتع نفسه بها
ليلفت أنظارنا لها
ويجعلها في كل شروق تتراقصُ فرحاً مؤقتاً للحرية
لكني ما زلت مندهشة من فعلةِ الأم
كيف لها أن تتخلص منه حتى لا تتكلف على نفسها مشقته ويعيق لها حياتها
:
.
هل اكتسبت الأنانية من البشر أم نحنُ اكتسبناها من الحيوانات ..! 








خربشة صباح الثلاثاء 22/2/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق