تتأمل
شعرها الأسود ..وعروقها المنتهية في الأصابع كالأنهار التي تنتهي في البحر ويضيع
عذبها في أملاح البحار
هذه اليد
ممتلئة بقطف الأزهار ولا تمل ..وان كانت ذابلة كورود الصحراء ..فارغة كالبالون
وأظافرها بارزة خشنة
في اقل من
حركة تسقط على امتلأت العول والوحل
والعزلة
تبرقعها من جميع الاتجاهات , قطيعها الجائع مخلفاً صوفاً مهجوراً أغبر على جذوع
النخيل .
ترى هل
تستطيع الكتابة بعد الآن ؟ ..تنفس عن بسمات الجنون التي تحتضرها في ملامحها كل يوم
..!
هنا تتنهد
ضلوعها الهزيلة بزفرة متواصلة كأنها رياح شمال وجنوب متضاربة محملة بالمطر ورائحة الشؤم !
حيث تزدحم
الافكار في راسها تظهر كأغصان العليق من دون أن يدركها أحد ..
هي تحلق
كفراشة مجنونة من دون مصباح ..وهم كصنم المصابيح بلا فراشات ..
يقمعون في
هذا البيت على اتساعه كالمقبرة المنفوخة بأشباه الاشلاء
تجد الظلام
اكثر عمقاً ونقاءٍ ..!!
تكون وحيدة
في بحر رمال الصحراء طبيعيٍ اكثر ..
من ان تكون
بين ملايين لاذعين بالنوم والاستيقاظ متلحفين ومتلهفين بقناعة اليأس .
لقد اقتنعت
بهذه الآلام فهي تشبه صفة الينابيع الحلزونية تدور حول نفسها والظمأ يسابقها في كل
شيء ..!
رجولتهم
الحيوانية رفست أحلامها حتى اصبحت أرجوانية من الألم .
تتمنى لو
يأخذوها الى تحقيق حتى تضحك بهستيريا على اسئلتهم لتقول أجابه واحدة لا غير "
لا شيء لكم عندي ..! "
أو إلى
الحمــــام تغني على صداه فيروزات تصدح بين جدرانها.. أو حتى إلى الإعدام كي تهبط
سلة السقف
التي امتلأت فوق راسها بأوراق المهرجين
المتراميين في اطراف مملكتها العجيبة
لم يكن
يعكر صفوة حزنها سوى تلك الرقابة الشديدة وما يدعونه بحرص وخوف بل إلا انه اشمئزاز
وحقد !
أنيابهم
كالضباع تهمش اللحم ولا تأكله ..لا يعتذرون ولا يرف لهم جفن
تجهض
بالبكاء حتى تؤكد مسامعها فقط بأن لصمتها ضريبة باهظة في حقها وحق الرسوخ الذي
كانت تتعاطاه..
وحكم قفل
زنزانتها التي كانت في كل لحظة تندفع بتردد كبير وفي مماطلة مميته حتى تفتح صندوق
فمها وتسمعهم صوت
الصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراخ
الذي قد يخترق أذانهم كالسكاكين
كاد ان
يصيبها حداد الجنون يطبق عليها لتقول كُل الاشياء ولا لشيء.. إلا ان يتجاهلها كل
شيء !
وعزائها
الوحيد أن تفرغ ما في احشائها من اسئلة من دون اجوبة وما تنعت بها الذكريات
لم يقرع
زنزانتها أحد ..؟
كان غيظها
يستمر ..وتجاهلهم يستمر أكثر
حتى تستلم
تحت رحى صلواتها مجلدة بهجر جمــــيل ...
2012-8-9
يوم
الأثنين